تسأل قارئة لماذا يتم اللجوء إلى زرع نُـقى النخـاع العـظمى؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور وائل غانم، أستاذ الجراحة بجامعة عين شمس، قائلا:
إن النخاع العظمى هو النسيج الإسفنجى اللين والمسمى بالنخاع الأحمر، والمتواجد داخل جزء العظام المعروف بالعظم الإسفنجى، والذى تتمثل وظيفته الأساسية فى إنتاج خلايا الدم، ويتكون من خلايا متحولة (تتحول إلى خلايا دموية أى مولدة لمكونات الدم hematopoietic cells)، وخلايا دهنية، وأنسجة تساعد على نمو خلايا الدم، ويوجد النخاع العظمى فى كل العظام تقريبا عند الأطفال الرُضّع، وقبيل سن البلوغ، حيث يتركز غالبا فى العظام المسطحة، مثل عظم الجمجمة، والأكتاف، والضلوع، وعظام الحوض، ومفاصل الذراعين والرجلين.
والخلايا فى بداية التكوين الأولية تسمى خلايا أرومية أو خلايا المنشأ (Stem cells)، وهى تقوم بالانقسام الذاتى لتتكاثر، منتجة لخلايا منشأ جديدة، أو تقوم عبر سلسلة من الانقسامات التراكمية والتحولات المتعاقبة، بإنتاج خلايا الدم المختلفة (كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية)، التى تواصل مراحل النمو والنضج داخل النخاع.
وتأتى الحاجة إلى إجراء عمليات زرع نقى النخاع العظمى (Bone marrow transplant)، أو عمليات زرع خلايا المنشأ (Stem cells transplant)، حين يعجز النخاع عن أداء وظائفه، وينجم هذا العجز إما عن تأثيرات السرطان نفسه الذى يجعله إما منتجا لخلايا ورمية شاذة، أو منتجا لأعداد ضئيلة من خلايا الدم، أو ينجم عن تأثيرات العقاقير الكيماوية والعلاج الإشعاعى الشديدة، فقد يستلزم الأمر للقضاء على الخلايا السرطانية، (خصوصا عند أورام الدم و الأورام الليمفاوية، وبعض أنواع الأورام الصلبة)، إتباع برامج علاجية قوية، بجرعات مكثفة تؤدى إلى إحباط وتدمير النخاع نفسه، ومن هنا تستهدف عمليات الزرع، استبدال خلايا المنشأ بالنخاع المُصاب بالسرطان، أو المحبط بالعلاجات، بخلايا سليمة ومعافاة، قادرة على النمو والتكاثر وإنتاج خلايا الدم.
وتشمل المصادر الممكنة لاستخلاص خلايا المنشأ واستخدامها للزرع، النخاع العظمى والدورة الدموية، سواء من المريض نفسه أو من متبرع، وتجرى الدراسات حديثاً لاستخلاصها من الحبل السُرى للمواليد الجدد، وتنقسم عمليات الزرع إلى نوعين حسب مصدر خلايا المنشأ، الزرع الذاتى ( Autologous )، حيث تُستخلص من دم أو نخاع المريض نفسه، والزرع المُثلى أو السُلالى، أى من الغير (Allogeneic)، حيث تُجمع من دم أو نخاع متبرع، ويتم اختيار المتبرع المناسب بعد إجراء تحليل نسيجى خاص للدم.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع